اشعر بنفسي أحيانا وأنا استعد لكتابة الحكاية ,مثل الخائف من خديعات النفس والأدب التي تكشف بشكل غير تلقائي مدافن أريد الاحتفاظ بها لنفسي لكثرة محبتي وتعلقي بها ولكن اليوم أراني مثل فراشه منكسرة الجناح لا تستطيع الصمود امام تلك المدافن وامام كلمة الأمومة والمعنى المبجل الذي يسرح القلوب بمضمونة لذلك اكسر تلك الحواجز والعناوين الكبرى التي وضعتها لنفسي واليوم بالتحديد لاكون فراشة مسكونة بالنور..لتشرق بشمسها نحو الام.
الصارخ من اعماق الروح ينطق من عنان السماء كلماتة البيضاء لينطلق معكم وببنانة أقلامة المبرية الفرحة والبديعة ليطل عليكم حاملا حملٌ يحمل بجلبابة رسالة محبة وسلام , رسالة الى انسانة تعجز المعاجم والمخطوطات الادبية عن وصفها وشرحها لما تحمل بين اوردتها عمق لمعنى نفتقد الية بأفتقادنا لها .. فبطياتها سحب من الندى الذي يرعشنا عند ملامستة جسدنا تماما مثل يديها عندما تلامس الكلثوم وكشفتيها عندما تقبل الجبين لتترك خلفها سحر الخالق بما ميزها عن غيرها من الخلق وبما وهبها من اكاليل العطف والمحبة....انها العفاف والعفة انها الحنان والرقة بكل ما تحملة الكلمة من معنى سام انها وبكل فخر.. أمي.
يوم واحد وعشرين من آذار يوم مناسب بحق للاحتفال بيوم الأم , يوم ترتدي فيه الطبيعة ثوبها المزين معلنة تمجد فصل الربيع حيث تتناثر الأزهار الجميلة في كل مكان كأنها أضواء تتلألأ وتنساب كخيوط من النور بين اليدين لتسحر الألباب، حيث تزين الطيور السماء مغردة ومهللة بقدوم عيد الام ,ولا ننسى جداول المياه المنسابة على أكتاف الجبال وأطراف السهول وتطاير الفراشات تمتص رحيق أزهار  لتفيض بنورها صوبكم ولتزين اسارير وجوهكم , انه الارتباط بين الأُمين الأم التي ولدتنا، والأم التي أطعمتنا وشربتنا من خيرها وفضلها ولولا الام ما كانت هناك حياة ,فهي ملح الارض ونور العالم وبنورها تتوج بساط المعمورة وشامات السماء ,هي حالة كونية في زمن ومكان يترك اثرة على سائر المخلوقات,هي الام التي يزغرد التاريخ لها ولشخصها لما ضحت من عمرها وسنينها بسبيل فلذة اكبادها دون اي مقابل يذكر , هي التي سهرت كل الليل واقفة على الاطلال تهلل لنا و تهز سرير أطفالها حتى أهتزت اساريرها , هي التي اعطتنا كل هذة التضحية الممزوجة بالألم ورغم ذلك كانت البسمة تعلو محياها, كل هذة المعلقات الرائعة ترسمها الام بريشة من الرقة والعطف ممزوجة بأبهى سمات البشرية لتكونَ صورة وطيف امي ,لاعلقها على حائط ذكرياتي الى مدى الدهر.
أن الانسان العارف في الدنيا يدري ان لكل شيء حدود معينة اما محبة الام هي خارج نطاق التغطية وهي محبة لا حدود لها ..كالنهر الجاري لذلك ففي عيدك يا ايتها الام لا اجد سوى الاعتذار لانني تأخرت بفهم المعنى السام للأمومة الحقيقية ولذلك ليس غريبا ان اخط عن الام في يوم عيدها لأنها تعتبر وسام وقلادة فخر واعتزاز لكل مجتمع وبدونها وبدون خطاها لا نستطيع ان نحرك ساكناً..نحو اي نصر نود تحقيقة,فهي ثورة من الثقافات والحاضارات وهي عماد هام في المجتمع التي تورثنا أسس التربية الصالحة الحميدة والتي تهيئنا للخروج للمجتمع بأبهى طلة ولأن نكون جزء لا يتجزأ منة,فالتشرأب اجسادنا لهذة المخلوقة الرائعة التي عظمت نفسي ووقفت جانبي طوال المشوار..فهي تستحق هذة الكلمات.
أغمضت عيناي قليلا لمقاومة دمعاتي والارتجافات التي أرتسمت في المحجرين وبدأت أتمتم..قبل شهريين بالتحديد حان موعد سفري وكلعادة اوصلني كل من ابي وامي لمحطة القطار لتوديعي وعند وصولي للمحطة ولسوء الحظ وصل القطار وفاتتني الاحداث ومن كثرة الارتباك والحيرة لم استطع ضم امي..وها انا انتظر هذة اللحظة بفارغ الصبر , فانا نفسي أبحث عنها كل صباح ومساء أقلب صورتها على جدران مخيلتي ,أتطلع بين طوابير الأمهات أبحث عن طيف امي ,أشتم رائحتها الندية أبحث عن كسرة خبز من خبز أمي فلا أجد فيشتد بي الحنان إلى خبز أمي بل والى لمسة أمي ودمعة أمي وأقول آه يا امي..وكل عام وانت بألف خير.... كأسك يا امي.
كل عام وانتن بألف خير ودمتم ذخراً لنا وكأساً من الحب والحنان يرتوي منة كل عطشان.


أشرف هاني الياس
شفاعمرو