[x] اغلاق
طائفة بلا كنيست!!!
2/11/2022 20:46

طائفة بلا كنيست!!!

بقلم: زايد صالح خنيفس

في سياق محاولة تحليليّة، واجتهادٍ شخصي لقراءتي لنتائج الانتخابات الخامسة والعشرين، التي ما زالت أعداد المصوّتين، تُحصى في حواسيب لجنة الانتخابات المركزيّة، للوصول للنتائج النهائيّة، وتقديمها بشكل رسمي لرئيس الدّولة، من أجل منح المرشّح الأوفر حظًّا، فرصة تشكيل الحكومة، وإن كانت القضية محسومة، بعد أن حقق اليمين بتيّاراته المعتدلة منها والمتطرّفة انتصارًا ساحقًا، لم يكن متوقّعًا. في مراجعةٍ تاريخيّة، تمثّلت الطّائفة الدرزية ابتداءً من الكنيست الثّانية، من 1951/8/20 – 1955/8/15، بعُضوَي الكنيست، الشيخ جبر داهش معدّي، والشيخ صالح حسن خنيفس، ضمن حزب المباي. المراجعة شملت سنوات للوراء، حيث تمثّلت الطائفة الدرزيّة، في كافة دورات الكنيست، ونذكُر منهم السّادة، أمل نصر الدين، زيدان عطشة، شفيق أسعد وصالح طريف، وأسعد أسعد وغيرهم... لا أحد يستطيع أن ينكر ما قدّمه هؤلاء من خدمات لرفعة مجتمعهم، بكل ميادين الحياة، وكان ذروة التحدّي في بدايات دورات الكنيست الأولى، حيث كانت الدولة في طور إنشائها، تواجه تحدّيات صعبة للغاية، وقيادة سعَت إلى بلورة مشهد طائفةٍ، تحاول الاندماج في حياة دولة فتيّة، وكل خطوة وقرار يحتاج من القيادة السياسية، حكمة في الدخول في التفاصيل، والخروج منها بأقل ضرر، والعمل مع قادة الدولة بأحزابهم، لم يكُن بالأمر السّهل، أو نزهة. لا أحد يُعلِّمنا سطور التّاريخ، قبل وبعد قيام الدّولة العبريّة، فكل شيء كان له ثمنًا، فإمّا أن تكُون في صُلب المشهد، وتحاول الاستفادة من كل خطوةٍ، أو إنك تصبح خارج الصّورة، عندها تضيع الحقوق في مهب الرّيح. نتائج انتخابات هذا الأسبوع، جعلت الطّائفة الدّرزية تخرُج "من المولد بلا حمُّص"، فمن كثرة تزاحم المرشّحين في الأحزاب المختلفة، لم نرَ شكل مبنى الكنيست، ومن كثرة الأشجار لا ترى الغابة. كثُرَت الزيارات لقيادة الأحزاب، تصول وتجُول في قرانا، موزعةً قطعًا من الوعود، متملصةً من القضايا الجوهرية، وعلى رأسها إلغاء قانون القومية العنصري، وتجميد قانون كيمينتس الجائر، وتوسيع المسطّحات، والمناطق الصّناعيّة، وما رُشَّ بوجه القيادة المحليّة، مجرد أرقام حُوِّلَت لحسابات المجالس المحليّة، وخرج علينا أحدهم متباهيًا بالأرقام، ظنًّا منه بأن الطائفة ما هي إلّا أرقام حسابيّة، متناسيًا بأن العشيرة أبناءً يحلمون بمستقبلهم، وبمشاريع تصب في تطوير حياة الإنسان، ووضعه في مصاف الرّقيّ. أغلقت لجنة الانتخابات المركزية حواسيبها، ومنحَتها فرصة قد تعود قريبًا للعمل، والنتيجة طائفة بلا كنيست، وبدون تمثيل لائق لأحد أبنائها، يرفع من المنبر الأول مطالب ومظالم طائفته، فلا تُحقَّق المطالب والحقوق من صوت أخرس، والقضيّة في ملخصها وجوهرها، ليست في صور المرشحين التي "تزين" الدعايات الملوّنة على جوانب الطريق، تحملها هبة أول ريح، بل القضية تكمن في تمثيل لائقٍ، يُدرك وجع أهل، ويعمل على معالجته. أغلقت لجنة الانتخابات وأطفأت حواسيبها، ولخّصت أرقامها، ودخل دار الشعب من دخل، وبقيت العشيرة بلا صوتٍ، والقادم درسًا قاسيًا، والتمثيل ليس استعراض حزبي ولا حفنة مال، بل صوت جماعة تبحث عن فتيل حقوقها. لن يذرف نتنياهو دمعة على غياب ممثلٍ من أبناء الدوحة، ولن يشغل بال العنصري بن جفير، وهو ينظر في قاعة البرلمان عن ممثل من أبناء الدوحة، فأجندته لا تشبه برنامجنا، ولا يحك جلدك مثل ظفرك، ومن قبل على نفسه رقمًا في قائمة حزب، من أجل تشكيلة وحب الظهور، خرج من "عينة الاستطلاعات" سريعًا، والكنيست لم تكُن مرّة وجاهة، بل وسيلة تمثيليّة، تُسمع من على منابرها حقوق لم تحقَّق، في دولة البقاء فيها للأقوى