[x] اغلاق
أزمة سقوطنا لعنة سياسية
10/11/2022 8:54
أزمة سقوطنا لعنة سياسية!! بقلم: زايد صالح خنيفس وصلت نسبة التصويت للكنيست الـ 25، في الوسط العربي، لنسبة 56%، أي أن في الأرقام 44% لم يمارسوا حق الاقتراع، وفي الأرقام ثانية، حوالي 400000 صوت عربي لم يدلوا بحقهم الديموقراطي. وإذا حاولنا فهم شرائح المجتمع العربي، الذي لم يصوّتوا، فهناك من يقاطع مبدئيًّا، وعدم اعترافه بشرعية الدولة، وهناك شريحة دبّ بها اليأس، نتيجة تتالي الانتخابات البرلمانيّة، خلال فترات متقاربة. بينما هناك شريحة تبحث عن الأسباب المختلفة، لإقناع نفسها بعدم جدوى التصويت، وقد يكون موسم الزّيتون، جزءًا من المعضلة السياسية!!! وتفضيل الترفيه الشخصي على الواجب الوطني، يطرح أسئلةً حاسمةً، ماذا يريد المواطن العربي من نفسه ومن ممثّليه؟، وهناك فئة الزعلانين لغياب الوحدة، وهذه الفئة تبحث عن أبسط الأسباب، للتهرُّب من واجبها الانتخابي، والقاسم المشترك بين هذه الفئات، براعة تفكيرها في "ابتكار" الأسباب الواهيَة. نتائج الانتخابات الأخيرة كشفت مدى قُسر الرؤية السياسية للقيادات الحزبيّة في التعامل مع المستجدّات على الساحة المحليّة الإسرائيليّة، فرياح اليمين العاتية، لم ترصدها الأقطاب السياسية الفاعلة في الوسط العربي، وذهبت هذه القيادات للبحث عن نفسها وعدد مقاعدها المستقبليّة في دائرة البرلمان، مفضّلة هذا المشهد، متعالية على مشهد الوحدة والتعاضد، متناسية المصالح العليا للمواطنين الباحثين عن حياةٍ أفضل لأبنائهم. في المحصّلة نِسَب وأرقام، واليمين بحث عن الرقم السحري الذي يمنحه عصا موسى، واحتفالات بعض الأحزاب العربيّة "بنصرها"، كان في الواقع انكسارًا من حيث لا يدري من رقَصَ على مسرحٍ لم يفهَمَ أضواؤه، وأصوات قيادات ظنّت نصرها على يمين شرسٍ، ولكن الحقيقة المرّة بروز أنياب يمين حاقدٍ، ناكرٍ لحقوق شعب جذوره راسخة في أرضه، هنا وعبر الخطوط الخضراء. ما أروعنا بعد وقوع المصيبة، فيكثر المحلّلون الذين يحلّلون فشلنا الذريع، فما أهون أن تحلّل أسباب فشلكَ، وعدم اجتيازك درجة الامتياز والحكمة، وما أضعفنا عندما نفقد رؤية ثاقبة، لتحليل مساحات قبل وصولنا محطّة الفشل. عودة اليمين الكاسحة كانت هادئةً، مدروسة ومنظّمةً، تعرف بهدوئها المحصّلة، في حين تنازعت الأحزاب العربيّة، في تراشق التهم و"الخيانة العظمى"!!، وتعاطفوا وبكوا على حزبٍ لم تمنحه الاستطلاعات حظًّا. قادتنا مشاعرنا ونسينا عقولنا وحكمتنا، والنتيجة حكومة بلا قيود... بلا رسن أمني... بلا كوابح قانونية، غير مهتمة بالمواقف الدولية، أجندتها محليّة، وتحويل الدولة إلى نظام ديني متشدّد، وما يهم رأسها البقاء في الحكم، متهرّبًا من قضاء شديد، شركاء يدركون وجع الحاكم، المتحولة إلى أداة ختم بيد اليمين. كانت بيدنا فرصة وأضعناها، وكانت ساعات حاسمة، لرفع نسبة التّصويت، لكننا أضعناها، فنحن من نجيد تحليل لغة فشلنا، قد تكوينا أصابع اليمين اللئيمة، لكن... إيّانا أن ننبس بأي كلمة هذه المرّة، قد لا تدُوم حكومة اليمين ذات اللون الموحّد، ففي انتظارها مطبّات على الطريق، قد تكون باشتعال منطقة، بتجاوز اليمين الخطوط الحُمُر، وموقف دولي مندّد وحكم قضائي آتٍ على رأس الدمية نتنياهو.