[x] اغلاق
مفاتيحُ السّماءِ
10/11/2022 9:52
الشاعر الأديب: وهيب نديم وهبة مفاتيحُ السّماءِ عَانَقَتْ عَينايَ الصُّوفِيَّ.. غِربَانٌ عَبرَتْ.. مَرَّتْ كَرِمَاحِ الْحِقدِ، الْمَوتِ.. وَجَوقَةٌ مِنْ نَعيقِ الْبُومِ تَعلَّقَتْ، فَوقَ عَمودٍ عَارٍ مِنَ الْأسلاكِ، بَاحَتْ، فَضَحَتْ سِرَّ الْمَكانِ لِلرّومانِ. نَظَرَ الصُّوفِيُّ إليّ وَقَالَ: سِكِّينٌ فِي الظَّهرِ يَأتِيكَ، قَدْ بَاعَكَ الرِّفاقُ، غَسَلْتَ أرجُلَ التَّلامِيذِ، كَيْ يَعْلُوَ اسمُ الرَّبِّ وَتُولَدَ مُدُنُ الْإيمَانِ، وُلِدْتَ بَينَ الْبَهائِم، كَيْ تَكُونَ أمثولَةً للْإنسانِ. وَالآنَ... بَاعَكَ مَنْ سَكَنَ قَلبَكَ وَبَاحَ بِسِرِّكَ لِلْأعدَاءِ. قَالَ الصُّوفيُّ وَبَكَى، وَبينَنَا مَسَافَةٌ مِنْ أَزمِنَةٍ وأَمكِنَةٍ وَتَوارِيخَ وَشُهُودِ زورٍ تَدورُ فِي كُلِّ الْأزمَانِ فِي ذَاتِ الْمكَانِ. عَادَ الرُّومَانُ عَلى ضَجِيجِ نَعِيقِ الْبُومِ وَالْقُدسُ نَرجِسَةٌ مِنْ ذَهَبِ الرّهبَةِ مُعَلَّقَةٌ مَا بَينَ التّقديسِ وَالتَّكذِيبِ مَا بَينَ حَضارَةٍ اندَثَرَتْ، وَحَضَارَةٍ قَامَتْ، وَقِيَامَةِ الْمَسِيحِ.. عَلَّقُوكَ عَلى خَشَبِ الْخَطَايَا أَنِينُ صرخَاتِ الْخَشَبِ وَالْحَديدِ كَمَرَايا شَمْسٍ سَطَعَتْ. جِراحَاتُكَ.. آلامُكَ عَبَرَتِ الْمُستَحِيلَ لْمَعَتْ نَازِفَةً مِنْ بَينِ الْمَسَامِيرِ وَحدَكَ أنتَ الْمُنفَرِدُ بِالْعِشقِ الْمُتَوَحِّدُ بِالْألوهيَّةِ.. دَمُكَ مَسَحَ خَطَايَانَا أَغمَضَ الصُّوفِيُّ عَينَيْهِ وَقَالَ: أَظلَمَتِ الدُّنيا، سَحَبَ اللهُ مِنَ الأَرضِ غِطَاءَ الضِّياءِ.. وأنَارَ النُّورَ فَوقَ خَشَبِ الصَّلبِ.. عِندَهَا، كَانَ شَدْوُ الظَّلامِ عَالِيًا فِي أرجَاءِ الْمَكَانِ.. وَكَانَتِ الأُغنِيَةُ: مَسيحُ يَا مَسيحُ يَا فادي الْبَرَايَا. كَالطَّيرِ الْعَائِدِ في الْمَسَاءِ جَريحًا يُخفِضُ الْجَنَاحَ، يُغمِضُ الْعَينَينِ يَبحثُ فِي البَرارِي عَنْ وَطَنٍ.. كَيْ يَنامَ وَيَترُكَ الْكَونَ فِي كَنَفِ اللهِ وَالْعِبَادِ أَنزَلوكَ عَنِ الْخَشَبِ، وَسَاقُوكَ خُلسَةً عَلى ليلِ جُلجُلَةِ الْقِيَامَةِ.. وأنْتَ الْخَارجُ بِالنُّورِ، كَمِثلِ عَمُودِ الصَّلبِ مِنَ الأَرضِ إلى السَّمَاءِ.. هَمَسَ الصُّوفِيُّ كَريحِ شَجَرٍ يَصعَدُ إلى قُدسِ الْأقداسِ وَشَجَرٍ يُعَانِقُ سَمَاءَ بَيتَ لَحمَ... قطعة من المطولة لمسرحة القصيدة العربية – مفاتيح السماء - رحلة سيدنا المسيح عليه السلام - الآن في معرض الشارقة الدولي للكتاب مع دار الشامل الفلسطينية.