[x] اغلاق
مِن يَعربِ بنِ كنعانَ العَربيِّ إلى الرَّاحل عِزِّ الدّينِ المناصرَةِ / في منَافي الرّوح
29/12/2022 7:17

الشاعر الأديب: وهيب نديم وهبة
مِن يَعربِ بنِ كنعانَ العَربيِّ
إلى الرَّاحل عِزِّ الدّينِ المناصرَةِ / في منَافي الرّوح

 

-1-
شمسٌ تُشرق في عَينَي النّهار
وخيالاتُ غُبارِ الجِيادِ.. كأنّ البئرَ
بئرُ زمزمٍ...
كأنّ الدّيارَ تلكَ الدّيارُ..
سَلامًا: عَلى المدائنِ ومَن سَكَنَ الجوَارَ
سَلامًا: عَلى الرّاحلِ والمُقيمِ والمَقامِ
سَلامًا: عَلى المُتجوّلِ، المُتنقّلِ، في الزّمنِ
الغَادرِ المُغَادرِ
مِن خيمةِ “فاطِمَةَ الزّهراءِ" في الصّحراءِ،
إلى مُدُنِ النُّحاسِ ومَعادِنِ القَصدِيرِ
والصّفيحِ...
إلى مَنَافي الرّيحِ والصّقيعِ والغُربة...
-2-
يعربُ بنُ كنعانَ العربيّ...
يكتبُ في زمنِ المحْلِ، القَحلِ،
القَتلِ، الجُوعِ، القهرِ، الإرهابِ..
في القرن الحادي والعشرين ..
إلى عزِّ الدّينِ المَناصرةِ
في منَافي الرّوح...
إنّ نخيلَ العراقِ دماءٌ...
عادَ المغولُ...
إنّ بحرَ غزةَ يرتدي السّوادَ..
ولا عادتْ خيولُ نَجدٍ.. ولا
لمعتْ شمسٌ على السّيفِ اليَمَانيّ.. ولا..
رقصتْ حوريّاتُ اليَمَامَةِ...
ما بينَ البَحرِ وبينَ البَحرِ...
وليلُ كِنعَانَ يُشرِقُ في عزّ الظّهيرةِ..
شمسٌ في عينَي النّهار...
-3-
أسرابُ الفراشاتِ رصاصٌ..
وأسرابُ العصافيرِ شظايا الحديدِ..
تأخذُ شكلَ المكانِ..
وباقةَ الزّهورِ في احتفالِ المقابرِ..
والعاشقُ يرتدي زمنَ الذّهولِ..
والحبيبةُ في انتظارِ الورود..
والوردُ دماءٌ في كفّي العريس..
مِن أينَ يا عزّ الدّين..
مِن أين يَطلُعُ النّهار؟!
-4-
الآنَ يا عزَّ الدّينِ..
أبصرتُهم يصعَدونَ سلالِمَ مِن دُخّانٍ
إلى السّمَاءِ..
شجرٌ باسقٌ يعانقُ أكفَّهُم..
غُبارُ أكفانِهِم مِن صهيلِ جِيادِهِم..
يتركُ الصّهيلُ رمزًا..
يَكتُبُ شِعرًا.. يكتُبُ
نَثرًا...
يكتُبُ شَيئًا يُشبِهُ شَكلَ الغَائِبِ –
الوَطَنِ...
إنّي أُبصِرُهُم في قَمِيصِ الغَمَامِ..
ما بينَ الدّمعَةِ وأسرابِ الفَراشاتِ
والعَصافيرِ...
-5-
سلامًا: عليكَ عزّ الدّينِ
سلامًا: على الجُرحِ والمِلحِ
وطَعمِ البُعدِ في رائحةِ الوطنِ..
أنتَ العزُّ الرّمزُ الزّمنُ الآتي..
ولونِ الجُرحِ وغِيابِ وَطَن...