[x] اغلاق
زيارة مقبولة... ولكن!!
25/1/2023 10:02

زيارة مقبولة... ولكن!!
 

بقلم: زايد صالح خنيفس
في الخامس والعشرين من شهر كانون الثّاني من كل عام يحتفل أبناء الطائفة الدرزيّة بزيارة مقام سيّدنا الخضر عليه السّلام، في قرية كفر ياسيف الجليليّة. حيث اتُّفقَ على هذا التّاريخ من قِبَل رجال الدين منذ زمن بعيد، ويتوافد في هذا اليوم إلى المقام الشّريف مشايخ الطائفة، لتأدية الصلوات وطرح قضايا وشئون السّاعة.
لسيّدنا الخضر مقامات عديدة في منطقة الشّرق الأوسط، تصل إلى 70 مقامٍ، ورُويَت عنه الكثير من القصص... تميّز بكثرة تعبده لله، وسُمّي بهذه الاسم، لأنه أينما داست قدميه كانت الأرض تتحوّل إلى خضراء لسمو مكانته لدى الخالق.
نالت المقامات المقدّسة في بلادنا عناية واهتمام شديدين من قبل القيادة الرّوحيّة على مدار عدّة سنوات، وتحوّلت إلى أماكن يسودها الترتيب والنظام. ومنح الهيبة لهذه الأماكن وإبعادها عن السّجالات السياسية، لتصبح بحكمة القيادة أماكنًا للعبادة وزيارات التبارك.
تمر البلاد على الصعيد السياسي أزمة حقيقيّة في ظل التقاطب الحاصل بين اليمين واليسار والمركز، وما أفرزته نتائج الانتخابات الأخيرة والمبادرة إلى إجراء انقلاب قضائي يمنح السياسيين حق التشريع والسّيطرة على مفاصل الدّولة الحسّاسة في القضاء والبرلمان، حتّى في الحقل الاقتصادي، على ما يبدو المواجهة ما زالت في بدايتها والآلاف المتجمعة في ميادين تل أبيب ومدن أخرى، قد تؤدّي لتصادم حقيقي، إذا لم يتدارك القادة أبعاد هذا التّصادم وإسقاطاته على المجتمع الإسرائيلي عامّةً.
الطائفة الدرزيّة هي جزء من المجتمع الإسرائيلي، وأفرزت الانتخابات عن تمثيل مهمّش للطائفة، سعى إلى إضعافه رئيس الحكومة الحالي نتنياهو. ليس من باب الصدف بل ليدخل في حسابات انتقاميّة ضيّقة، وترتيب الرقم لممثل الأقليات في قائمة الليكود وُضِعَ في مكان غير واقعي، يأتي ضمن تصفية الحسابات السياسية.
لم يقتصر التمثيل فقط على نتنياهو بل استمر رئيس المعارضة يئير لبيد بتجاهل وجود تمثيل حقيقي لأبناء الطّائفة في حزبه، وهذا ما حصل في قائمة مرشّحي حزب العمل.
المرحلة الحالية لا تبشر خيرًا في ظل غياب تمثيل سياسي حقيقي لأبناء الطّائفة في الكنيست والحكومة، ممّا سيدفع إلى تحميل الهموم والقضايا للقيادة الدينيّة وعلى رأسها الرئيس الرّوحي الذي لم يتوانَ عن التدخل في قضايا حياتيّة هامّة تواجهها الطائفة الدرزيّة وأهمها قضيّة الأراضي والسكن والتعليم.
زيارة المقامات واجب مقدّس والتبارك في هذه المقامات يشحن في داخلنا طاقات الإيمان وأن الأمور لا تأتي عبثًا أو من فراغٍ، بل كل شيء له قراءاته مسبقًا. المرحلة تحتاج للحكمة في مسيرة الثّبات وتضافر الجهود يحتاج إلى توحيد الكلمة لأن البديل شرخًا وضياعًا. زيارة سيّدنا الخضر عليه السّلام يدفعكَ لأمل اخضر لأن التّشاؤم بعيد عن سبل إيماننا.