[x] اغلاق
المرأة في زمن التحدّيات
9/3/2023 9:43

المرأة في زمن التحدّيات 

بقلم: زايد صالح خنيفس

 

في عام 1908 خرجت في شوارع نيويورك 15000 امرأة في مسيرة احتجاجيّة طالبنَ تخفيض ساعات عملهنّ، وتحسين شروط أجورهنّ ومنحهنّ حق التّصويت والانتخاب. انطلقت الشّرارة من هنا. وفي عام 1911 بدأ العالم يحتفل بيوم المرأة العالمي بقرار أمميّ.

المرأة وإن اعتبرها البعض نصف المجتمع، فإنها في الواقع هي واجهة كل المجتمعات، والمرأة جعلها الله مبعثًا للحياة، فلا ترتقي أمّة إلّا بالأمومة، ويوم المرأة العالمي ما هو إلّا رسالة إنسانيّة، أتت لتؤكّد أنه بدونها لا توجد مجتمعات متقدّمة، ولا تقدِر على النهوض بأبنائها إلّا بأنثى وهبها الخالق رحم الحياة، وكما وُلِدَ الرّجل وُلِدَت أيضًا المرأة.      

تصفّحت مطلع الأسبوع إحصائيّات وأرقام ونِسَب مئويّة حول التمثيل النسائي في مؤسسات الدّولة وفي مجالات أخرى، وكانت النتيجة في دوحة الديموقراطية خجولة مخزية. والمرأة هنا رغم مرور كل هذه السنوات لم تُنصَف وأو تُمنَح فرصة القيادة أو إثبات قدراتها الإدارية.

في اللحظة التي يبدأ الشجر يُزهّر نوّاره، يحتفل العالم في الثامن من آذار بيوم المرأة، وقادني واجبي من موقعي في المركز الجماهيريّ، أن أزُور مؤسّسات يعمل بها مربّيات وعاملات كادحات. دخلت صفوف مدرسة مجاورة لمؤسّستي، طرحت السلام على طلاب نشدوا العِلم ومربية وقفت أمام أبنائها، وقدمت زرًّا من الورد، وفي كلمات بسيطة قلتُ لها: "أنتنّ صاحبات الفضل والفضيلة". هنا في صف يبني ويرسم مستقبل أبناء، وهناك في بيتها تنشئ أجيالًا على طريق المستقبل.       

أخذني واجبي في الحي ذاته لمخيطة تعمل بها نساء كادحات، بحثن عن رزقهنّ على طاولة عليها ماكينة الخياطة وزر الورد في تلك اللحظة عبّر عن رسالة قصيرة، عنوانها التقدير والاحترام لكل أم اختارت الخروج للعمل، لتكون سندًا لزوجها وبيتها.

محطّتي الأخيرة في جولة استغرقت ساعتَين، كانت زيا رتي لمطعم "حديقة إيمان"، هنا قصّة فاضلة وضعت نصب عينيها هدفًا، وحوّلته لواحة وجسر للسلام، وصاحبة الفضل والمكان الأخت إيمان سلمان شعبي. والقصة طويلة لكنها قصة إنسانة تحدّت مصيرها دون أن تستسلم لقدرها، تأثّرت كثيرًا عندما قدّمت لها زر الورد، فكانت تنتظر من يحمل لها باقة شكر وفي هذه اللحظات نظرت حولي إلى النساء الجالسات في المكان، وقدّمت لهنّ أزرار الورود... 

... وكم غمرتني السعادة عندما عرفت أنهن ضيفات من الناصرة ومستوطنة هاردوف، فما أروع امرأة فاضلة لم تفقد بوصلة الأمل، بل تعالت على الظروف القاهرة، وما أجمل امرأة تبني جسور العطاء متحدّيةً ضغوطات المجتمع، ويوم المرأة رسالة واحدة، إنّهنّ حقًّا أكثر من نصف المجتمع