الكرة في ملعب الرئيس️

بقلم: زايد صالح خنيفس

يحق لأهالي شفاعمرو أن يفرحوا بصعود فريقهم للدرجة الممتازة، ويحق لأسراب الفرح أن ترسم الفوز في سماء بلد اشتاقت لرؤية تضاريس الغبطة في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل، شهر المغفرة والتوبة، الذي يُحتّم علينا فتح صفحات جديدة من التسامح، ومد جسور المحبة بين أبناء البلد الواحد... وعشية زيارة مقام النبي شعيب عليه السلام في حطين وأيام الفصح المجيد... فهذه الفترة المباركة لا يجوز فيها المحاسبة، ولا إعطاء ولو ملاحظة صغيرة، لأن الفرح الكبير له أولويته الآن. 

شفاعمرو ستبقى المظلة التي تجمعنا، وأبناء اتحاد شفاعمرو أبناؤنا، نرافق خطوات نجاحهم وفشلهم منذ البداية وحتى القمة. الدرجة الممتازة تليق بنا، لأننا عُدنا وذقنا طعم الفوز مجدّدًا، عندما حمل أهالي شفاعمرو زاهي أرملي، صبحي بشناق، سعد خنيفس ونسيم جروس على أكتاف النشوة. فلن ينجح ولن يرتقي بلد إلّا إذا حمله أهله على جناح التضحية، واليوم حقّقنا الحلم ثانيةً، فعندما يسألوننا عن اسم بلدنا، فإننا نجيب بكل فخر: "نحن شفاعمريون"... حقًّا لقد كان المشهد متكاملًا، يجسّد وحدة شفاعمرو الأصيلة. 

النجاح، الصعود والارتقاء للدرجة الممتازة جميل ولكن البقاء في القمّة حِمل ثقيل، يحتاج لبرنامج عمل جدّي، بل أكثر من ذلك يحتاج لخطّة مدروسة، يشارك فيها أهالي شفاعمرو، كي يكونوا على قدر من المسئوليّة، وأن يتقاسموا هذا العبء مع الإدارة المخلصة. 

إننا نقف على مفترق طرق يحتاج إلى غيرة بلد، مهنيين، أصحاب خبرة وإقامة مجلس موسَّع أو مصغر، ونحن اليوم نناشد أصحاب رؤوس الأموال، ليضعوا أبناء بلدهم وشفاعمرو ضمن أجندة مشاريعهم، وأن يستثمروا قسمًا من نشاطاتهم الاقتصاديّة في المجال الرّياضي الهام. فما أروع الانتماء الصادق، لأن لا يبقى في الوادي إلّا حجارته. 

استفسرت في البلدية حول قضية الملعب الذي يجب أن يحتضن فريق أبناء شفاعمرو، واكتشفت الحقيقة المُرَّة، وهي أنه لا يستطيع الفريق اللعب في ملعب بلده لعدم أهليّته، لذا فإنه سيضطر لاستئجار ملعب في عكا أو الناصرة لمبارياته البيتية، بما يتناسب مع مستوى الدرجة التي ارتقى إليها، وقيمة الاستئجار قد تصل إلى 600 ألف شيكل. 

صعود القمة له ثمن كبير، يحتاج إلى برنامج بلدي شامل، وعلى طاولة بحث أعضاء المجلس البلدي بدأت تتبلور فكرة بناء استاد رياضي شرقي البلد على مساحة ٤٠ دونم، ولكن البناء يحتاج إلى خريطة مفصّلة ومُصادَق عليها، وميزانيات حاضرة، والكرة في ملعب الرئيس، وحَكَم الضمير أطلق صفارته، لبداية السباق نحو الوصول للدرجة العليا.