[x] اغلاق
لوّنْتَ الذّكرياتِ بلونِ ألأمل
21/5/2023 17:36

      لوّنْتَ الذّكرياتِ بلونِ ألأمل 

                         زهير دعيم

نعم أقولُ الحقَّ ولا أُجاملُ ...

وكيف أُجاملُ والتّاريخ والذّكريات يقولانِ كلَّ شيء ،  ويحكيانِ كلّ شيء ؟!.

  فقد كُنتَ ايّها المُنتقل عنّا الى الأمجاد السّماويّة  الأستاذ الفاضل والجار الجميل :

                 موسى ميخائيل خوري 

  كُنتَ أُستاذًا مِعطاءً ؛ تُعطي من روحِكَ وقلبِكَ ، تُعطي ولا تنتظر بديلًا . فتفرض احترامَكَ على الطّاقم التّدريسيّ الذي أحبّك وقدّرَكَ عاليًا ، فاستشاركَ وأخذ برأيك في الكثير من المواقف والظّروف .

   كما وفرضْتَ هيْبَتَك  الأبويّة الحنونة على الطُّلّاب والطّالبات ، فأيقنوا أنّك لسْتَ مُعلّمًا فقط بل أبًا غيورًا يفيضُ حنانًا وتحنانًا . 

 

    ولماذا أبتعدُ كثيرًا !!!

 وأنتَ الجارُ ونعْم الجار . 

 الجار الباسم أبدًا والمُتفائل دومًا ، والمؤمن بإلهٍ أحبَّ البشر وبذل نفسَه لأجلهم ، فزرعَ فينا وبنا المحبّة التي تجلّت في الكثير الكثير من نهج حياتِكَ ،  وفي أُسلوبك الشّيّق القريب من كلّ القُلوب .

   غادرتنا أُستاذنا الجميل وتركتَ في القلوب والنّفوس غصّاتٍ ، وفي العيونِ دموعًا ، ولوّنتَ الذّكرياتِ بلونِ الحياة. 

 فاهنأ جارنا الغالي في رِحابِ مَنْ كتب قصيدةَ الفِداء بدمه الثّمين على الصّليب ، وارتعْ سعيدًا في فردوس النّعيم ، ولا تقلق فقد تركتَ أسرةً جميلةً ، مُتحابّة ، لها في كلِّ القلوب زوايا دافئة وبصمات جميلة . 

 ولا تنسَ أن تطلّ بروحك الهائمة بين الحين والآخَر فوق حارتنا القديمة وتُكحّل عينيْكَ بشذا حَبَقِها  وعطرِ نعناعها .

               

     " الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا   "