[x] اغلاق
فريق الأبناء في عهدة أهل البلد
24/5/2023 12:41

فريق الأبناء في عهدة أهل البلد

 

بقلم: زايد صالح خنيفس

 

القمَّة في معناها اللغوي مكان شاهق، والوصول إليها لا يحتاج جهدًا واجتهادًا كبيرَين فقط، بل هناك رسالةً نريد إيصالها لأنّه من القمّة نرى العالم والبقاء في هذه النقطة يلزمَكَ المثابرة والشّقاء أكثر من الوصول إليها.

فريق اتّحاد أبناء شفاعمرو وبحكمةِ إدارةٍ ولاعبين ودوائر في المربّعات الأولى ومحيطها، عانقت القمّة لتُعيد المجد للكرة الشفاعمريّة. هذا الأسبوع شاركتُ في احتفال الارتقاء وكانت الأجواء مفعمة بالفرح، استهلها أبطال الفوز الذين انضمّوا تلقائيًّا إلى جمهور المحتفلين، وفي الخلفية الأغنية الخاصّة بالفريق.

الفوز والوصول إلى مرتبة الدرجة الممتازة لم يأتِ من فراغٍ بل بفضل الطّاقات الرياضيّة الحقيقيّة التي نملكها في بلدنا التوّاق لرؤية بصيص أمل. تكريم من يستحق التكريم كان بحجم قمّة كانت حلمًا بعيدًا قد تحقّق.

أنا لا أنتمي لشريحة بشرٍ ترى نصف الكأس، إنّما بطبيعتي أحب أن أرى ملء الكأس، تعُوم فيه حروف الانتماء لبلدي خاصةً ومجتمعي عامةً. شفاعمرو بالنسبة لي مظلة وجودي وبيتي العائلي وحديقة راحتي التي يفوح من أزهارها عِطر الوحدة، ونسيح حاكته الأخوَّة، وسنين وماض كانوا الأهل في السّوق والبيادر والحواكير جسدًا واحدًا.

حضَرْتُ حفل الارتقاء وبقيتُ في قمّة الفرح، لكنّ الجرأة تبقى أحيانًا سيدة الملعب، والصراحة مَطلَبَ السّاعة لأن كبت المشاعر وكتم الكلمات، تُبقي المشهد ناقصًا، وهذا أعادني إلى قصةٍ رواها لي مؤخّرًا صديقي جميل مباريكي، أبو تيسير، رئيس إدارة فريق مكابي شفاعمرو... 

... فعندما كان الفريق بلونه الشفاعمري الزّاهي، يقترب نحو الوصول للدرجة القطريّة في سنوات الثمانين القرن الماضي، هاتفه والدي قائلًا له: "أرغب بلقاء إدارة الفريق"، وكان له ما أراد، أثناء اللقاء في ديوانه العامر، قال المرحوم أبو حسن موجِّهًا حديثه للموجودين: "ما الذي يمنع أن يكون ضمن أعضاء الإدارة والفريق من كافّة الطّوائف"، هذه الجملة لم يقُلها والدي من بابها الضَّيق، بل كان يدرِك بأن هذا البلد لا يرتفع للقمّة إلّا بدعائمه الثّلاث، ومن يظن البلد عبارة عن نسَب مئويّة، فحساباته خطأ.

فريق اتّحاد أبناء شفاعمرو أصبح منذ الآن في عهدة أهل البلد ولم يعُد حكرًا على إدارةٍ أو مؤسّسةٍ، وتدارك الأمور يحتاج لمبادرةٍ تجْمَعُ أهل الانتماء على طاولة التعايش، والرسائل لا تحتاج أحيانًا إلى توقيع رسميّ... عاشت شفاعمرو منارة عطاء بأهلها، ونحن نستحق القمّة، وأبنائنا واتّحادنا مطلبًا لن نتنازل عنه، تحت أيّ طائل. 

              May be an image of banner, stadium and text