[x] اغلاق
فقراء مصر يريدون التغيير.. البرادعي يحذر الغرب من دعم الأنظمة القمعية بالمنطقة
1/4/2010 17:53

وجه المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الدكتور محمد البرادعي، انتقادات حادة للحكومات الغربية بسبب ما وصفه بدعمها "للأنظمة القمعية" في الشرق الأوسط، التي تؤدي إلى خلق جيل من المتشددين الإسلاميين، على حد قوله.

وقال البرادعي لصحيفة "الجارديان" البريطانية: "إن مراهنة الغرب على الفرد (الحاكم) بدل الشعب ككل هي مراهنة فاشلة، واضاف أن الشعبية التي يحظى بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله تثبت خطأ سياسات الغرب".

وانتقد البرادعي، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية في مصر العام القادم،  التحليل الغربي الذي يستخلص أن البديل للأنظمة السلطوية هو أسامة بن لادن - زعيم تنظيم القاعدة -  وأمثاله، وطالب الحكومات الغربية بإعادة تقييم تحليلاتها.

وعلى الرغم من أن الرئيس مبارك لم يعلن اعتزامه الترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2011 للفوز بفترة رئاسة سادسة مدتها ست سنوات يبدؤها فى سن الثالثة والثمانين، فإن الحديث فى مصر يتصاعد حول مرحلة ما بعد رئاسة مبارك مع وجود احتمال عدم ترشحه أو تقاعده خاصة بعد الجراحة التي أجريت له مؤخرا، وهو ما ساهم فى ارتفاع أسهم البرادعى الذى تحول إلى ظاهرة دون أن يعلم من خلال الـ "فيس بوك" وعدد من المواقع الأخرى حتى فى حالة غيابه عن الوطن.

ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن البرادعي قوله للصحيفة: "ان مراهنة الغرب على الفرد (الحاكم) بدل الشعب ككل هي مراهنة فاشلة، واضاف أن الشعبية التي يحظى بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله تثبت خطأ سياسات الغرب".

وحذر البرادعي من إمكانية أن يفقد الغرب مصداقيته في الشرق الأوسط، وقال ان الغرب تحدث كثيرا عن الانتخابات الإيرانية، ولكن أين الانتخابات في العالم العربي؟ ولماذا لا يتحدث الغرب عن هذا ؟

واضاف "إنه يتلقى الكثير من التحذيرات من حكومات أجنبية قلقا على سلامته، ولكنه قال انه لا يخشى على سلامته الشخصية، وان هناك ناسا يعانون من الفقر المدقع يلتفون حوله في الشارع ويقولون "نريد التغيير" وهو يريد أن يستمع اليهم".

وفي إشارته الى حرب العراق قال البرادعي "نعم هناك ديكتاتورات، ولكن هل أنتم مستعدون في كل مرة تريدون التخلص من ديكتارتور للتضحية بمليون مدني؟"، معربا عن أمله في أن تكون الولايات المتحدة وبريطانيا قد استوعبتا "درس العراق".

وقال البراداعي ان تحقيق لجنة "تشلكوت" حول حرب العراق يشير الى أن تلك الحرب لم تشن بسبب أسلحة الدمار الشامل بل بغرض تغيير نظام الحكم.

"ديمقراطية" البرادعي

يطالب البرادعي (67 سنة) والذي عاد إلى مصر في 19 فبراير/ شباط الماضي، بتغييرات دستورية جوهرية من أجل ضمان اجراء انتخابات ديموقراطية ونزيهة. وقال في مقابلة تلفزيونية إنه يريد أن يكون "وسيلة للتغيير" وإنه "مستعد لخوض غمار السياسة المصرية شرط أن تكون هناك انتخابات نزيهة وهذه بديهيات".

وكانت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية ذكرت في عدد سابق لها: "لا يوجد لدى نظام الحكم المصرى نقص فى العقبات التى يمكن وضعها أمام البرادعى"، أبرزها القيود القانونية والدستورية التى فرضها نظام الحكم على أى راغب فى لعب دور سياسى يهدد سلطة الرئيس مبارك، وكذلك تفتت المعارضة المصرية وربما أيضا تردد البرادعى نفسه فى لعب دور رئيسى فى الحياة السياسية المصرية.

كما أن الشرطة المصرية لا تعدم الأدوات التى يمكن استخدامها ضد البرادعى إذا ما أصر على المضى قدما فى طريق الرئاسة على حد قول سعدالدين إبراهيم للمجلة.

وكانت تقارير صحفية ذكرت في وقت سابق أن فرصة وصول محمد البرادعي إلى كرسي الرئاسة المصرية باتت ضعيفة جدا، وذلك في أعقاب تصريحات للرئيس مبارك ونجله جمال مبارك، أكدا خلالها على عدم وجود أية نية لتعديل الدستور وخاصة المادة 76 المثيرة للجدل والتي تراها المعارضة المصرية عائقا أمام أي مواطن مصري مستقل للترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة في 2011.

فقد رهن مبارك ترشيح البرادعي للرئاسة بالتزامه بالدستور، وكذلك اعتبر الأمين العام المساعد أمين السياسات في الحزب الوطني جمال مبارك - الذي يرى معارضون أن هناك مخططاً لتوريثه الحكم - أن المرشح المستقل في انتخابات الرئاسة "يمثل استثناء" في أن القاعدة هي ترشيح ممثلي الأحزاب.

ويشترط الدستور المصري لمن يرغب في الترشح لانتخابات الرئاسة ان يكون عضوا في الهيئة العليا لاحد الاحزاب قبل عام علي الاقل من الانتخابات، علي ان يكون قد مضي علي تأسيس هذا الحزب خمس سنوات.

كما يشترط أن يحصل أي مرشح مستقل للرئاسة على تأييد 250 عضواً منتخباً في مجلسي الشعب والشورى ومجالس المحافظات من بينهم 65 عضواً على الأقل في مجلس الشعب و25 عضواً في مجلس الشورى و10 أعضاء في مجالس المحافظات.

وتطالب المعارضة المصرية منذ سنوات بتعديل دستوري يلغي القيود المفروضة على الترشح للرئاسة وتصف الشروط المنصوص عليها حالياً بأنها "تعجيزية" خصوصاً في ظل هيمنة الحزب الوطني الحاكم على البرلمان ومجالس المحافظات.

"البحث عن مقر"

في هذه الأثناء، قال الإعلامى حمدى قنديل إن "الجمعية الوطنية للتغيير" التي اسسها البرادعي، تبحث حاليا عن مقر فى وسط البلد يصلح مكتباً للبرادعى، لتسهيل لقاءاته مع قيادات العمل السياسى، بدلاً من إجراء تلك اللقاءات فى منزله.

من جانبه، قال عبد الرحمن يوسف، المقرر العام لحملة ترشيح البرادعى لانتخابات الرئاسة المقبلة، أن الجمعية الوطنية تضع خطة للبرادعى لزيارة جميع محافظات مصر، فيما قال صفوان محمد، منسق حركة "عايز حقى"، إنهم وجهوا دعوات إلى عدد من الشخصيات العامة وأعضاء الجمعية للمشاركة فى وقفات "6 أبريل" بالإسكندرية.

وحسبما ذكرت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة، فقد عبر عدد من قيادات وشباب جماعة الإخوان المسلمين عن تأييدهم للدكتور البرادعى فى قراره الأخير بالنزول للشارع من خلال حملة لتغيير الدستور، وجولته التى أعلن عنها يوم الجمعة المقبل بالمنصورة. على صعيد آخر، تراجع حزب "التجمع" عن إرسال وفد من الحزب لتسليم دعوة رسمية إلى البرادعى لزيارة الحزب وفتح حوار مع قياداته.

وأطلق عدد من مؤيدى البرادعى دعوة لإنشاء قناة إلكترونية تبث عبر الإنترنت تحت اسم "شباب التغيير"، تنشر مواد تليفزيونية وإعلانية ولقاءات وحوارات مع شخصيات عامة مؤيدة للبرادعى.

من جانبه، قال الدكتور على الدين هلال، عضو الأمانة العامة، أمين الإعلام بالحزب الوطنى، خلال لقائه شباب الحزب بالسويس أمس الأول: "الدكتور البرادعى قال: لن أكون جزءا من هذا النظام، والحقيقة أن أحدا لم يطلب منه أن يكون جزءا من هذا النظام ولم يعرض عليه ذلك".

وكان البرادعي أكد في حوار سابق أنه لن يترشح لانتخابات الرئاسة المقررة العام القادم، في ظل إصرار النظام على عدم تعديل الدستور، لأنه "لا يسمح بفرص حقيقية للمرشحين المستقلين، كما أن نزاهة الانتخابات غير مضمونة، وأنا لن أكون بالطبع جزءا من نظام يفتقر للشرعية".