[x] اغلاق
ميرا عوض :لم أظهر ولن أظهر على منصة يوم الاستقلال.
7/4/2010 10:39

من زايد خنيفس مراسل موقع وصحيفة السلام

اصدرت أمس الممثلة والفنانة ميرا عوض بيانا اكدت فيه بانها لن تشارك في احتفالات يوم الاستقلال والدعوة التي وجهت لها من قبل الفدرالية الصهيونية في لندن وقالت ميرا في بيانها: أنا لم أظهر، لا أظهر ولن أظهر على منصة يوم الاستقلال، لا في لندن ولا في غيرها! وكان من الجدير بالأخ رجا زعاترة أن يتأكد من الحقائق قبل نشر مقال يربيني فيه ويعلمني درسا في الوطنيات.
والآن بعد أن وضحنا هذه النقطة، وراق بالنا وهدأت أحاسيسنا، تعالوا نأخذ نفسا عميقا واسمحوا لي أن أبدأ من البداية.
كفنانة تعيش في هذه البلاد وتصر على النجاح على الصعيد القطري وليس فقط المحلي، أواجه يوميا "تعقيدة" هذا الوجود الذي إليه ولدت: امراة، عربية، فلسطينية، في دولة اسرائيل باكثريتها اليهودية.
نصحني الكثيرون على مدى السنين أن اتفادى المواضيع المثيرة للجدل وأن "امشي الحيط الحيط واقول يا رب الستره" حتى لا يضر الأمر سيرتي المهنية، وحتى لا أضعضع مكانتي الفنية أو الاجتماعية.

إبتدأ هذا الأمر منذ بدأ يهمني موضوع العنف ضد النساء، كنت ما زلت طالبة في  المدرسة الثانوية وابتدأت اكتب الأغاني عن هذا الظلم، قالوا لي: "كل الاحترام، ولكن احذري ألا تغضبي بعض الفئات"، استمر الامر حين التحقت بالجامعة وهمني جدا موضوع المساواة للطلبة العرب، وهناك أيضا عبّرت بالغناء عن موقفي، فجاء الي أحدهم وقال: "كل الاحترام، ولكن احذري ألا تغضبي بعض الفئات"، وحين عبّرت عن موقفي بالنسبة للنشيد الوطني الاسرائيلي والعَلم في صحيفة معاريف سنة  2004، هناك أيضا أتتني نفس النصيحة: "كل الاحترام، ولكن احذري ألا تغضبي بعض الفئات"، وكم هاجت "الفئات" يومها!. وهكذا نماذج لانهائية من التنبيهات ومن الفئات.
وإذا، من الواضح اني أبدا لم امش الحيط الحيط، وأنني أبدا لم أدعُ الله أن يسترني، بل ربما دعوته أن يعطيني القوة لأقف بكل هذه المواقف المتناقضة احيانا وأن يهبني الحكمة  لاستطيع التعبير عن نفسي باوضح شكل.
فواقعنا هنا أيها الاخوة ليس بهذه البساطة، وليس اسود وابيض. وانا لست من الهاربين، ولست ممن يبحث عن راحة الضمير والبال، ولست من المتعطشين لتأييد الجماهير، والمضحك أني كنت المتهمة بذلك دائما، واتى الوقت لأرمي عني هذا الحجر الكبير. فلو كنت من المتعطشين للتأييد لمشيت بحماية الحيطان وما أغضبت أحدًا. لكنت كررت الشعارات الحماسية التي أعلم أن الجمهور يحبها ويستجيب اليها. لديّ ما يقال، وأقوالي لا تتفق دائما مع الرأي العام ومع كل "الفئات"، وهذا الاستقلال الفكري له ثمن أحيانا، وأنا مستعدة لدفعه. ولكني لست مستعدة لدفع ثمن التهجمات بلا أساس. اتهمت مؤخرا بالتخاذل (وما الجديد؟) حين نشر بعض الزملاء في المواقع الانترنيتية أني سأحيي حفل الاستقلال للفدرالية الصهيونية في لندن، وحتى بعد اتصالهم بي ونفيي الحازم للموضوع، استمر العديد بتوجيه الاتهامات والهجومات المبالغ فيها عليّ وعلى عائلتي. ولا، لم يكفهم النفي، بل طالبوني برفع قضية، وطالبوني بالبحش على بذرة أبو المسؤولين عن الغلطة، وأيضا طالبوني بنشر نفي رسمي، وطالبوني وطالبوني وطالبوني... بأي حق تتم هذه "المطالبة" مني أصلا؟ في نهاية المطاف، كلٌ يختار مساره في الحياة. وإذا لم يوافقني البعض في بعض الأشياء، فلنتفق اننا لا نتفق يا إخوة، فهذا أيضا من علامات المجتمع الصحي.
ختامًا، لطالما تعجبت من الاشخاص المتأكدين من مصداقيتهم، والمتوهمين ان رؤيتهم للدنيا هي الاصح، ولا يدعون الشك يراودهم أبدا، فحسب فهمي التشكيك في الأشياء هو نعمة وهو ما يؤكد أننا لسنا كالقطيع الأعمى. هنالك جملة في أغنية أحبها تقول: هنالك شقوق في كل شيء، هكذا يدخل النور.