[x] اغلاق
عبد الفتاح في جامعة اليرموك: مرجعيّة طلبتنا لجنة المتابعة وليس السّفارة الاسرائيليّة
10/4/2010 10:29

عقدت جامعة اليرموك الأردنيّة ومقرّها إربد، وبالتعاون مع دائرة شؤون الطلبة الوافدين والجالية الفلسطينيّة فيها،  محاضرة للسيد عوض عبد الفتاح، أمين عام التجمع الوطني الديموقراطي، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 6.04.2010.
هذا وكان في استقبال عبد الفتّاح كلّ من د. محمود درابسة، عميد شؤون الطلبة في الجامعة، والسيد محمد العرقان، رئيس دائرة شؤون الطّلبة، ومجموعة من الأساتذة والطّلبة الوافدين، والّذين حضروا المحاضرة إضافة لعشرات الطّلبة الفلسطينيين والوافدين.
هذا وقد تناولت المحاضرة أربعة محاور رئيسة: يوم الأرض، وعروبة القضيّة الفلسطينيّة، ولجنة المتابعة وتنظيم الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة داخل إسرائيل، ومرجعيّة طلبة فلسطينيي الدّاخل في الأردنّ.
افتتح المحاضرة السّيّد محمد العرقان مرحّبا بالسّيد عوض عبد الفتّاح، ومباركا حضوره إلى الجامعة للقاء أبناء الجالية الفلسطينية والاستماع إليهم ومحاورتهم، مؤكدا أن الأردنّ عموما، وجامعة اليرموك خصوصا، سيستمران دائما باحتضان ودعم طلبة فلسطينيي الدّاخل ومنحهم الرعاية والاهتمام اللازمين.
وعن نشاط الجالية الفلسطينيّة في جامعة اليرموك، تحدّث السيد خالد  شواهدة، الطالب في كلية الحقوق، وعضو التجمع الوطني الديموقراطي، فبيّن ما أنجزه أبناء الجالية الفلسطينية خلال شهور، إذ تمكّنوا من توحيد جاليتي فلسطينيي الـ 67 والـ 48، في عمل واحد وتحت اسم واحد، رفضا للإقليميات والتقسيمات، ووحدوا منتخبي كرة القدّم الفلسطينيين في منتخب واحد، وأقاموا مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية والتربوية والترفيهية تحت مظلّة عمادة شؤون الطّلبة.
يوم الأرض كان الصّفعة الأقوى لمشروع أسرلة فلسطينيي الدّاخل وتخديرهم.
" ( يبدو أنّ عرب الجليل ما زالوا عربًا )، هذا ما سمعته بالحرف من راديو دمشق في أحداث يوم الأرض ".
بهذه الكلمات افتتح عوض عبد الفتّاح محاضرته، مشيرا إلى حجم المفاجأة الّذي تسببت فيه أحداث يوم الأرض على مستوى العالم العربيّ، لتنتقل من مستوى المحلّيّة حيث ولدت في الجليل، إلى مستوى وطنيّ وقوميّ، يحتفل بها كمناسبة وطنيّة في كلّ الوطن العربيّ، وأينما تواجد الفلسطينيون والعرب في العالم.
ومؤكّدا أنّه لا يمكن فهم يوم الأرض إلاّ إذا فهم ما حصل قبل يوم الأرض وما حصل بعده، مقدّمًا موجزًا تاريخيّا للأحداث الّتي سبقت اندلاع يوم الأرض عام 1976، وما تخلّلته أيّام المواجهات ما بين الفلسطينيين داخل الخطّ الأخضر والقوات الاسرائيليّة، من إعلان للإضراب رغم الإرهاب، وقمع القوات الاسرائيلية له، واعتقال للمئات وقتل ستّة معتصمين، وخرق لحظر التّجوّل المفروض اسرائيليّا والاستمرار بالنّزول إلى الشّوارع، متطرّقا إلى الضّغوط الّتي مارستها إسرائيل على اللّجنة القطريّة لمنع الإضراب، وقد نجحت في إقناع البعض بذلك.
هذا وقد أشار إلى أنّ يوم الأرض، كما انتفاضة القدس والأقصى عام 2000، كانا نقطتيّ تحوّلٍ مفصليتين في تاريخ أبناء الأقليّة العربيّة، أكّدوا بهما تصرّفهم على أساس جماعيّ وقوميّ مشترك، ورفضهم لتعامل إسرائيل معهم كطوائف وقبائل وعشائر، لا كأقليّة قوميّة لها الحقّ في تعريف الذّات وتقرير المصير، وفق القوانين والأعراف الدّوليّة، وأنّ ذينك الحدثين، برهنا لإسرائيل والعالم فشل مشروع أسرلة فلسطينيي الدّاخل وطمس هويّتهم وانتمائهم خلال عقود من القمع والحكم العسكريّ، واعتقال المعلّمين، وملاحقة المناضلين، وقطع علاقة الفلاّح الفلسطيني بأرضه.
إسرائيل اليوم تعيش مرحلة " تشريع العنصريّة ".
وعن وضعيّة فلسطينيي الدّاخل اليوم وعلاقتهم بالمؤسّسة الاسرائيليّة، بيّن عبد الفتّاح أنّ إسرائيل اليوم تعيش مرحلة " تشريع العنصريّة "، إذ لم تعد تبالي بما يقوله العالم عنها، فراحت تسنّ عشرات قوانين تقطر عنصريّة تجاه العربيّ، أهمّها قانون منع لمّ الشّمل، وقانون منع إحياء ذكرى النّكبة، وقبلهما قانون العودة؛ كما أنّ كبار سياسييها راحوا يصرّحون علانيّة بأنّ عرب الدّاخل قنبلة موقوتة، تشكّل تهديدا أكبر من تهديد قنبلة إيران النّوويّة، ويقترحون حلولاً ترانسفيريّة لحلّ هذه المشكلة.
هذا وبيّن عبد الفتّاح، جهود الحركات الوطنيّة في الدّاخل، وخصوصًا التّجمّع الوطني الدّيموقراطي، في السّعي إلى تنظيم الذّات والتّوحّد، وكشف زيف الدّيموقراطيّة الاسرائيليّة للعالم، الأمر الّذي دفع عامي أيالون لاعتبار التّجمّع ود. عزمي بشارة، خطرا استراتيجيا على دولة إسرائيل، وأنهم تجاوزوا الخطوط الحمراء بطرحهم زيف وجود ديموقراطيّة مع تعريف الدّولة على أنّها دولة الشّعب اليهودي.
الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة دائما اعتبرت فلسطين جزءا من سوريا والعالم العربيّ.
وعن عروبة فلسطين وقضيّتها، أبدى عبد الفتّاح استهجانه من طروحات مثل " فلسطين للفلسطينيين "، ففلسطين لديه قضيّة عربيّة، وأنّ أقلمة القضيّة ليست سوى نتاج للاستعمار ولسايكس بيكو الّذي أدّى بالعالم العربيّ إلى التّفكّك والتّخلّف.
ونبّه عبد الفتّاح إلى أنّ الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة ما قبل عام 1948، اعتبرت دائما فلسطين جزءا من سوريا الكبرى وبلاد الشّام، وأنّ شعور الشّارع العربيّ والاسلاميّ ووعيهما، يتعاملان مع فلسطين على أنّها قضيّة كلّ عربيّ ومسلم، لهذا هي تحتلّ سلّم أولويّاتهم، فينتفضون وينزلون إل الشّوارع من أجلها، هذا إضافة إلى أنّ هناك ارتباط مباشر ما بين الاحتلال الصّهيوني وإعاقة التّنمية الدّيموقراطيّة والمدنيّة في العالم العربيّ، وتحقيق مبدأ التّوحّد والعمل المشترك عربيّا.
مبيّنا أنّ الحراك القوميّ الأنشط على مستوى العالم العربيّ اليوم، يقع داخل الخطّ الأخضر، ذلك أنّ أبناء العالم العربيّ لا يعانون أزمة على صعيد الهويّة كما فلسطينيي الدّاخل، الأمر الّذي يحتّم على الأخيرين الانشغال بمسألة الهويّة القوميّة وتعريف الذّات والتّأكيد على عروبة فلسطين.
مرجعيّة طلبتنا لجنة المتابعة والقوى الوطنيّة، لا السّفارة الاسرائيليّة.
وشكر عبد الفتّاح دولة الأردنّ لفتح أبواب جامعاتها لطلبة فلسطينيي الدّاخل، مساهمةً بذلك في إيجاد وصل ما بينهم وما بين العالم العربيّ الّذي ينتمون إليه، ورفدهم بما يعزّز لديهم الانتماء إلى الحضارة العربيّة الاسلاميّة، مباركًا تعامل الأردنّ مباشرة مع القوى العربيّة الوطنيّة في الدّاخل حول شؤون الطّلبة وقضاياهم، لا من خلال السّفارة الاسرائيليّة.
موضحًا أنّ السّفارة الاسرائيليّة يجب ألاّ تشكّل مرجعيّة لطلبة، إنّما المرجعيّة الشّرعيّة والمنطقيّة والواجبة، تكمن في لجنة المتابعة والقوى الوطنيّة في الدّاخل الفلسطيني، مستهجنًا دعوة بعض الأطراف للتّعامل مع السّفارة الاسرائيليّة كمرجعيّة، من خلالها نعالج قضايا طلاّبنا.
هذا وبيّن عبد الفتّاح أنّ التّجمّع وبالتّوافق مع بعض القوى في الدّاخل الفلسطيني، يسعى إلى تحقيق حكم ذاتيّ ثقافيّ لأبناء الأقليّة الفلسطينيّة، وتوفير مرجعيّة خاصّة بهم تتمثّل بلجنة المتابعة الّتي يجب أن تعزّز مؤسّساتها وتدعم لتصبح ذات طابع رسميّ وذات قدرة تأثيريّة أعلى.
هذا ونبّه إلى ضرورة العمل جدّيّا على تحويل لجنة المتابعة إلى هيئة تنتخب مباشرة من أبناء فلسطينيي الدّاخل لتمثّلهم إلى جانب وجود الكنيست، وأن توضع معايير وشروط لمن يمكنه التّرشّح والدّخول إلى لجنة المتابعة، فتكون أشبه ببرلمان وطنيّ لأبناء الأقليّة الفلسطينيّة، منوّها إلى أنّ هناك نقاش جدّي حول هذا الموضوع، وأنّ بعض الأطراف تبدي تخوّفا من استثارة إسرائيل بهذه الخطوة ومنحها حجّة لقمعنا، مع أنّ هذه الخطوة ديموقراطيّة وقانونيّة إلى أبعد حدّ.
هذا وقد استمع عبد الفتّاح إلى مداخلات وأسئلة مجموعة من الطّلبة، وأجاب عليها، داعيًا إيّاهم للتّمسّك بسلاح العلم والحفاظ على التّواصل المنهجيّ مع مجتمعهم، وأن لا ينعزلوا عن المعطيات الّتي تحصل في بلدانهم، فالمجتمع يحتضن ويحمي، ويجب أن يوظّف العلم لخدمة الأهل والأوطان.

وبعد انتهاء المحاضرة ومغادرة جامعة اليرموك، تجوّل عبد الفتّاح برفقة مجموعة من الطّلبة في مدينة إربد، وزار مخيّم إربد للاّجئين الفلسطينيين، والتقى بعدها بمجموعة من الطّلبة لمناقشة بعض القضايا التّنظيميّة والفكريّة والثّقافيّة.