[x] اغلاق
أبناؤنا يستحقون الحياة
27/9/2023 17:41

أبناؤنا يستحقون الحياة

بقلم: زايد صالح خنيفس

 

حرارة المعركة الانتخابية بدأت ترتفع نسبيًّا، وعندما اتفق الجميع بأن الأوضاع التي يمر بها المجتمع العربي على أثر استفحال الجريمة والعنف، وكان آخرها المجزرة التي وقعت عصر يوم الأربعاء في قرية بسمة طبعون، راح ضحيتها خمسة أشخاص من عائلة واحدة، انتشرت جثثهم في باحة منزلهم، وسط مشهد مبكٍ.

يقترب يوم الحسم الديموقراطي في بلداتنا العربيّة، طارحين المرشّحين برامجهم الانتخابيّة في كافة المجالات، على أمل أن يكون غدًا أفضل مما الذي سبقه، وكم تحتاج قارنا ومددنا العربيّة لبريق أملٍ يأخذها لشواطئ التطور والنّجاح، للخروج من مستنقع القتل والعنف اللذين سقطا فيه شريحة من أبنائه، نتيجة تربيّة غير صالحة، ودخول عالم الإجرام في مفاصله، في غياب قيادات محلية وقطريّة يكبحون جماح هذه الآفة عندما كان العنف في مهده.

لا شك بأن الإجرام في بلداتنا دخل من نوافذ السلطات المحليّة، طمعًا في المال غير الشرعي، محددًا هذا الوضع حريّة عمل الرّؤساء وأصحاب القرار، وتنفيذ مشاريع تصب في خدمة المواطن وتقدّمه في كل الميادين.

لن يكون عمل المنتخَبين في المرحلة القادمة سهلًا، ومحاولات أجهزة الأمن على اختلافها الموجّهة من قِبَل حكومة سيطر اليمين المتطرف على قراراتها، الذي لا يأبه بما يحصل في الوسط العربي، فإنّ القيادات المحليّة ستواجه فترة عصيبة في تحقيق أهدافها ومشاريعها، إلّا إذا أبدت الحكومة جديتها في مكافحة عصابات الإجرام المنظّم، التي حوّلت المجتمع العربي إلى مجتمعٍ يعيش في قلق وعدم استقرار دائمين، وأخذ شبابه يفكّر جديًّا بالهجرة إلى دول الاغتراب ومدن يهوديّة، بحثًا عن الأمان.

يمر المجتمع العربي الفلسطيني في هذه البلاد بأصعب مرحلة من تاريخه بعد النكبة، لكن ما يجمع المشهدين تفكير في داخل كل واحد بين هجر تلقائية فرضتها حالة انعدام الأمن الشخصي، وهجرة قسريّة فرضتها بنادق عصابات الهجاناة، وفي المشهدَين مآسٍ ونكبة جديدة، صنعناها بأيدينا على بنية التفكك الأسري، وغياب قراءةٍ صحيحة لهول المصيبة ودخول عصابات الإجرام إلى عقر بيوتنا على أرض خصبة قمنا بتحضيرها بأنفسنا.

الانتخابات المحلية باتت على الأبواب والقتل والإجرام ما زالا في ساحاتنا والطرق المؤدّية لقرانا، والأزقة ونحو جسور لقمة العيش، والانتخابات ما هي إلّا محاولة للبحث عن بصيص الأمل لتطوير حياتنا في عمليّة بناء الإنسان والأجيال الواعدة، لأن من حق أولادنا وغالبية أبنائنا العيش بكرامة في ظل شريحة ضاعت نتيجة إهمال الأهل، وربطت مصيرها في حفنة من المال الآتي لجيوبها من ثمن روح زُهِقَت في زوايا الموت، والمرحلة القادمة تستوجب رفع شعار واحد "الحياة لأبنائنا لأنهم يستحقّون الحياة".