[x] اغلاق
هل تحول الوسط العربي إلى شيكاغو؟؟ أم تحول سكانه إلى مافيا؟؟
13/4/2010 12:18

بقلم: الأستاذ أمير عاصي - محاضر ومستشار للشؤون العربية

مما لاشك فيه أن الجميع يدرك خطورة العنف المتفشي في وسطنا العربي. توقعت أن يكون هناك تحرك على مستوى القيادة للجم ووضع حد لهذه الظاهرة. لكن التحركات لم ترتق للمستوى المطلوب ، ورأيت أنه من الواجب بل من المفروض أن أفعل شيئاً على مستوى فردي لعل وعسى أساهم ولو بالنزر اليسير في المساعدة في التخفيف من العنف الذي قد يحرق الأخضر واليابس إذا لم يتم مواجهته بكل الطرق.

في هذا السياق بعثت صرخه مدوية إلى وزير الأمن الداخلي يتسحاك اهرونوفيش حول خطورة العنف المتفشي في الوسط العربي، وتم تعيين جلسه مع قائد شرطة إسرائيل في نهاية الشهر الحالي سيتم من خلالها بلورة هذا الموضوع ونشر تفاصيله.

 قصص جرائم القتل والانتقام أصبحت حديث الساعة في الوسط العربي، ظاهرة انتشار حمل السلاح الغير مرخص واستعماله أصبح محط قلق الجميع، ضحايا بريئة وأرواحاً تهدر لأسباب تافه.

الإحصائيات تشير على أن 60% من جرائم القتل في إسرائيل من العرب حيث وصل عدد جرائم القتل العام الماضي أكثر من 71 قتيلاً في حين بلغ عدد القتلى الإجمالي في إسرائيل إلى 121 قتيلاً ،فعلاً أنها كارثة اجتماعيه غريبة بأرقامها وطرق ارتكابها تفوق تلك التي ترتكبها جماعات المافيا.

عشرات جرائم القتل تقع ولم يكشف عن هوية المنقذين ،ظاهرة الاعتقالات أصبحت هي الأخرى عاده لم تسفر عن نتائج ، الشرطة غائبة ،ملفات تغلق والرموز لم تفك،شعارات ترفع، الكل يستنكر ولكن ما من علاج.

من المسؤول ؟ قد يتعرض أي منا للذبح على أحد الشواطئ أو للطعن  أو لإطلاق الرصاص دون أن يثير الأمر قلق أي كان وكان شيئاً لم يكن، أين السلطة، أين رجال الدين والإصلاح، أين الأهل والمؤسسات التعليمية ،أين وحدة الصف وأين.

ولعل ذالك يعود إلى ترك المجتمع العربي يعاني من مشاكل داخليه، أو لغياب الراضع الديني والثقافي، أو لإهمال أجهزة الدولة.

أهلنا هنا في 48 أن وسطنا العربي يمر بفترة انتقاليه عصيبة تكاد تفرق وتؤثر على وحدة صفه وكيانه ، كنا وما زلنا نفتخر كوننا اقليه محافظه محاصره مهدده لنا تاريخنا وحاضرنا، تعالوا بنا لا نزعزع هذا الكيان بسمعته الطيبة ونناشد بروح التسامح واللطف بدلاً من العنف ولغة الرصاص.
 
قال لي أحد حاملي السلاح الغير مرخص :" أنني احمل مسدساًً لان الدولة لم تعد توفر الأمن والأمان لنا ، فالجميع يحاول أن يحمي نفسه بوسائله الخاصة" .

أحد الأمهات تقول أنها تخشى خروج أبنائها من البيت خوفاً من رصاصه طائشة أو طعنة سكين.
جهاز الشرطة يفشل في انجازاته في القضايا الجنائية ويحقق انجازاً في مخالفات السير وخير مثال على ذلك ما شهدته مؤخراً مدينة الطيرة ،الطيبة،كفر برا، كفر قاسم،كفر قرع، باقة الغربية، يافا  من جرائم قتل وإرهاب لم يكشف فيها عن جريمة قتل واحده .

هناك حاله من الرعب والإرهاب الداخلي، وفقدان الأمان يعيشها أكثر من 1.5 مليون مواطن عربي في إسرائيل.

على المؤسسات، اللجان الشعبية، أعضاء الكنيست، أئمة المساجد، جهاز التربية، الأهل ألتدخل الفوري لمواكبة عمل الشرطة ولجم هذه الظاهرة التي أصبحت وللأسف موضة وإلا فأننا سنصل لوضع لا تحمد عقباه.

 للرأي العام أهميه وتأثير ، أن لم تقوم الشرطة بوضع خطة عمل  وتعزيز قواتها قد يصل الأمر إلى محاسبة الشرطة  قضائياً  والخروج بمسيرات احتجاجيه قانونيه ضد جهاز الشرطة.

العنف لا يفرق بينهم  العربي واليهودي ونحن هنا نعيش  تحت مظله واحده اسمها دولة إسرائيل وهي المسؤوله.