[x] اغلاق
الرحمة المفقودة: هدم بيت مسنة في النقب تسكن في خيمة بسيطة للمرة الرابعة على التوالي خلال اقل من عام
15/4/2010 10:12

للمرة الرابعة على التوالي هدمت السلطات الإسرائيلية وخلال اقل من عام الخيمة البسيطة التي تسكنها صالحة الكلاب ( 60 عاما)، إلا أن هدم هذه المرة التي اتت يوم الثلاثاء، رغم انه مخالف لكل القوانين كما كان في المرات السابقة، إلا انه أبشع صورة للهدم، حيث تم تجريف الخيمة، وحظيرة الأغنام البسيطة للغاية، بواسطة جرافة وتم نقل بقايا الخيمة التي دمرت، والحظيرة إلى المزبلة، وأبقيت المسنة وابنتها (25 عاما) في العراء.
وتقول المسنة صالحة الكلّاب، التي هدمت خيمتها:" لن اترك المكان، ولو هدموا خيمتي مرارا وتكرارا".
وقد روت امرأة تقوم على مساعدة صالحة، بلغ عدد مرات الهدم أربعة مرات، كلها أتت بدون أي أمر إخلاء، أو أمر قانوني، حيث كان الهدم يأتي من قبل رجالا لدوريات الخضراء، بدون مرافقة للشرطة، إلا أن أفراد الدوريات كانوا يأتون ويقطعون حبال الخيمة ويصادرونها أحيانا، الا انه في هذه المرة تمت مصادرة الخيمة، وجميع مخلفات الهدم وتم رميها فيا لمزبلة.
وتجدر الإشارة إلى انه تم اجلاء صالحة الكلّاب حوالي  ثلاثة مرات، على يد مفتشي الدوريات الخضراء، وكانت عمليات النقل شفهية، بدون أي ورقة رسمية، أو أمر رسمي، حيث كان استغلالا لجهل المسنة بالأمور، حيث تم نقلها قبل حوالي 5 سنوات من منطقة شرقي رخمة (المنطقة الصناعية) إلى مكان جنوبي رخمة، ومن هذا المكان تم نقلها إلى الشمال (بمسافة اقل من 900 م) من هذا الموقع بحجة أن المكان الذي تسكنه  منطقة عسكرية، علما أن المكان يسكنه احد المتدينين اليهود، وقد منح من قبل الدولة مئات الدونومات في اطار مشروع المزارع الفردية، وتعيش العجوز في هذا المكان منذ سنوات، وتطالها عمليات الهدم بين الفينة والاخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن المسنة تقدمت مطلع العام الحالي بشكوى للشرطة، لاعتداء عليها وعلى والدتها العجوز البالغة من العمر (110 سنوات وتوفيت قبل حوالي 20 يوما)، وعلى ابنة صالحة (25 عاما)  من قبل مفتشي الدرويات الخضراء، الذين هدموا خيمتها، إلا أن الشرطة اعتقلت المسنة صالحة، بحجة الاعتداء على مفتشي الدوريات، واطلق سراحها بعد تدخل رئيس المجلس الإقليمي إبراهيم الوقيلي، ومحمد مصابحة المستشار القانوني للمجلس.
وقد زار موقع الهدم يوم أمس (الثلاثاء) قبيل الغروب، كل من: خليل أبو كوش عضو الجمعية الإسلامية لإغاثة الأيتام والمحتاجين، بتوجيه من الدكتور إبراهيم العمور رئيس الجمعية، وموسى الهواشله ممثلا عن لجنة الزكاة واطلعوا على مأساة المسنة، وقد حولوا خلال هذا اليوم مبلغا من الأموال لتصرف العجوز.
وقد أعرب الحاج موسي الهواشله، وخليل أبو كوش عن استغرابهما من عملية الهدم، والاعتداء على ممتلكات المسنة التي لا تشكل خطرا على احد، وبينوا ان الأمر لو كان يتعلق بمسنة يهودية الا قامت الجهات المختصة بتدبير أمورها خلال ساعات، الا انه عندما يتعلق الأمر بمسنة عربية، يتم رميها في العراء.
وبينوا انهم من خلال اللجان اللتين يعملان فيها، سيقدمان المساعدات المادية للمسنة، من اجل تدبير أمرها، وتثبيتها في مكان سكناها.