تأكيد على الحضور المسيحي الفاعل في المجتمع وضرورة العيش المشترك مع المسلمين كشعب واحد

 

افتتحت عصر أمس الخميس في دير ستيللا مارس في حيفا، أعمال الدورة الثامنة عشرة لمؤتمر اللاهوت والكنيسة المحلية، الذي يقيمه مركز "اللقاء" للدراسات الدينية والتراثية في الأراضي المقدسة، تحت عنوان "من الهوية الايمانية إلى الحضور الفاعل". وحضر حفل الافتتاح غبطة البطريرك ميشيل صباح وأصحاب السيادة الأسقف الياس شقور، السقف بولس ماركوتسو، المطران عطا لله حنا والمطران بطرس معلم وعدد من راهبات الناصرة، وجمهور من الأكاديميين رجالا ونساء من أصدقاء المركز.

 

تحدث في حفل الافتتاح غبطة البطريرك ميشيل صباح، رئيس مجلس أمناء مركز اللقاء الذي أكد على أهمية الموضوع الذي يطرحه المؤتمر، خاصة على ضوء ما يجري حاليا في عدة دول عربية من انتفاضات وثورات، التي تؤثر علينا لأننا لسنا غرباء عنها ونحن جزءا منها. وتلاه سيادة المطران الياس شقور، رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الكاثوليك، فأشار في كلمته الى التباعد الحاصل ما بين جمهور المؤمنين ورجال الدين والتشرذم في الكنائس، ودعا الى تعزيز العيش المشترك مع المسلمين اخوتنا في اللغة والحضارة والثقافة. وتلاه سيادة المطران عطا لله حنا، أسقف سبسطية للروم الأرثوذكس فركز على الدور الوطني والاجتماعي للمسيحيين العرب في البلاد، وضرورة أن يساهموا في بناء المجتمع والوطن لأنهم أبناء هذا الوطن. وكانت الكلمة الختامية للدكتور جريس سعد خوري، مدير مركز اللقاء الذي نوه الى عنوان المؤتمر وما يطرحه من تحديات وتساؤلات في مجالات عدة، وخاصة عن حضور المسيحي في وطنه، أي حضور هو وما هو دوره وأين يتجه، وهذه بعض الأسئلة التي سيعالجها المؤتمر في جلساته.

 

وبعد استراحة قصيرة ابتدأت أعمال المؤتمر بمحاضرة لقدس الأب د. رفيق خوري بعنوان " نظرة تقييمية للحضور المسيحي في الشرق منذ القرن التاسع عشر الى اليوم"، قدم لها وأدارها الأستاذ زياد شليوط، عضو فرع الجليل لمركز اللقاء. وقدم المحاضر رؤية للحضور المسيحي في القرن التاسع عشر والتي تميزت ايجابا بالحضور الحقيقي والفاعل وسلبا في الحضور المنقوص. وقال الأب رفيق خوري أن المسيحي اليوم يقف أمام ما أسماه أزمنة جديدة وزمن عربي جديد في مرحلة التكوين، وأنهى محاضرته بالقول "ايماننا هو طريقنا لمجتمعاتنا، ومجتمعاتنا هي طريقنا لايماننا."

هذا ويواصل المؤتمر أعماله اليوم الجمعة وغدا السبت.