هـــــــمــــــســــــــات شـــــــــفـــــــاعــــمـــريــــــــة 5/8/2011 9:39
هـــــــمــــــســــــــات شـــــــــفـــــــاعــــمـــريــــــــة
بقلم زايد خنيفس
شهداء ودوار واعمدة في منتصف "الخندق" ولجنة شعبية من صلبنا
مضت ست سنوات على مجزرة الارهابي الذي لا يحمل اسما ولا يحمل مشاعرا ولا يملك بعروقه دما ينتفض بجسده الحاقد بعنصرية الفاشيين في غابات اوروبا .. ومضت ست سنوات والمشاهد هي المشاهد وكانها حدثت بالامس فقط ورقم الحافلة 165 ما زال محفورا في ذاكرة الاطفال وذاكرة الشهداء في ضريحهم الذي لا تذبل فوقه الزهور.. ارقام ومسافات وحافلة ودماء وزجاج على امتداد الشارع في وسط الحي الغربي ودموع ام الشهيدتين لا تجف كجداول الجولان ومضت سنوات وكانها ساعات والحاكم في مكانه يحاكم البريء ويطلق عنان المتهم في مشاهد المجزرة ودوار الشهداء في "طلعة الخندق" ليس اعمدة اربعة بل ارواحا اربعة وسهولا وسفوحا من الياسمين لا تعرف الموت قبل محاسبة الحاكم .
قد نختلف في كل الاشياء وقد نتفاهم في بعضها لكن الدم الشفاعمري هو دمي بل دمك احمر زاكي ،وقد نختلف على برنامج احياء الذكرى لكننا لا نختلف بان الشهداء من صلبنا، فالف وردة في رمضان المبارك على ضريح من ذهبوا ليرتاحوا قليلا ووردة على صدر اعضاء اللجنة الشعبية لانكم من صلبنا وصوتنا في كل الدورات ومنتصف الخندق ...
كسب قلوب الناس خير من كسب رقابهم
لا ابالغ بان ايام الشهر الفضيل هي من الايام التي افضلها على باقي ايام السنة لانها ايام مباركة يعود فيها الانسان الى وجه خالقه في كل ثانية وساعة ساجدا وطالبا عفوه وسماحه وفي كل الحالات انها ايام وان كانت فرض على المسلم فاني اعتبرها واجبا نتجه فيه للاعالي وكل الاتجاهات نذكر ونستذكر الله ولا ننسى فقيرا ومظلوما وفي هذه الايام المباركة لا بد ان نذكر اهلنا الاطياب الاحباب واذا كانت المدارس الرسمية والغير رسمية تفتح ابوابها في الاول من ايلول فان مدارس اهلنا لا تعرف التواريخ ولا تقرع فيها الاجراس ولا يدخل لغرفها المعلمون ولم يسجل على الواحها يوميات الطالب لان مدارس اهلنا بالكاد كانت تعرف القراءة وفك الحرف وبالكاد كانت تحفظ بيت شعر لشعراء الجاهلية لكن مدارس اهلنا كانت تعرف كل الاشياء وكل حروف القيم وجواهر الدنيا واذا كانت مدارس اهلنا قد علمتنا عن ظهر قلب ان نحترم من يحترمنا ونصافح ونسامح من اخطأ في حقنا ونكون كبارا باعمالنا ، فقد تذكرت والدي رحمه الله عندما زاره شخص من احدى القرى حيث وصل رئيس سلطتها المحلية الى كرسي الرئاسة بعد ان ادخل الرعب والخوف بين ابناء بلده بالقاء القنابل واستعمال السلاح وعندما كان ضيف والدي يهم بنزول درجات بيتنا حيث اعتاد والدي توديع ضيفه حتى الشارع المقابل للبيت فامسك بيده وقال له : بلغ سلامي الى رئيس مجلسك وذكره بأن من يكسب قلب الناس خير من كسب رقابهم ، كلمات قالها والدي قبل اكثر من عشر سنوات واليوم نرى حكاما هنا وهناك وفي عالمنا العربي يطلقون النار على الاطفال ويسكتون حناجر الحرية ونرى حكاما في شهر رمضان المبارك لا يعرفون الا لون الدم الاحمر ولم يروا "المبارك" ، هناك استلقى على سريره خلف القضبان فلم يعرف بان الشعب يملك صوتا وحنجرة ورقبة تنشد اناشيد الحرية وقلبا اقوى من اوامره وعسكره .
|