تنياهو يرى إيران كأكبر تهديد للسلام ويريد شريكا فلسطينيا 19/5/2009 9:41
بحث الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو الاثنين، جملة من القضايا، منها عملية السلام في الشرق الأوسط، وتحديداً حل الدولتين، وكذلك العلاقات مع إيران. وأصبحت "الطموحات النووية" الإيرانية قضية ملحة بصورة متزايدة في الشهور الأخيرة، إذ يطالب نتنياهو بوضع سقف زمني للمفاوضات مع طهران فيما يخص تلك الطموحات، مع التهديد باللجوء إلى "عمل عسكري" في حال عدم التوصل إلى حل لتلك المسألة، في حين يرى أوباما خلاف ذلك. وتعتقد كل من الولايات المتحدة وإسرائيل أن إيران تسعى للحصول على أسلحة نووية من خلال برنامجها النووي، الذي تقول طهران إنه برنامج سلمي، وتنكر في الوقت ذاته المزاعم الأمريكية والإسرائيلية. ويلمح قادة إسرائيل إلى تصريحات الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، بشأن إزالة دولة إسرائيل، ويطالبون بتحرك عاجل حول هذا الأمر. وفي مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، كرر أوباما رفضه التعليق على "سقف زمني" للمحادثات مع إيران، لكنه حذر كذلك من أنه لن يسمح لتلك المحادثات، التي يتوقع أن تتسارع وتيرتها بعد الانتخابات الإيرانية في يونيو/حزيران المقبل، أن تستغل كعذر للتعطيل فيما تقوم إيران بتطوير ترسانتها النووية. وقال أوباما: "أعتقد بصورة راسخة أن من مصلحة إيران عدم تطوير أسلحة نووية لأن ذلك يعني إطلاع سباق أسلحة نووية في الشرق الأوسط ومن شأن ذلك زعزعة المنطقة بكل السبل." من جانبه، شدد نتنياهو على أن "الهدف المشترك هو السلام.. والتهديد المشترك الذي نواجهه هو التهديدات والمنظمات الإرهابية التي تسعى لتقويض ذلك السلام وتهدد شعبينا." ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي إيران بأنها أكبر تهديد للسلام في المنطقة، مضيفاً أنه "إذا كانت إيران تسعى للحصول على أسلحة نووية، فإنها ستمنح الإرهابيين مظلة نووية، أو الأسوأ من ذلك، أنها قد تمنحهم أسلحة نووية، وهو ما قد يعرضنا لخطر هائل." على أن الفجوة بين أوباما ونتنياهو بدت أكثر وضوحاً قبيل زيارة الأخير للولايات المتحدة، وذلك فيما يخص النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وخصوصاً أن إسرائيل قررت البدء بأعمال إنشاءات وبناء في مستوطنة "مسكيوت" في الضفة الغربية. وكانت إسرائيل قد نقلت المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من قطاع غزة بعيد انسحابها منه، إلى تلك المستوطنة، حيث يقيم عدد من العائلات في منازل مؤقتة. وفيما يطالب أوباما بتفكيك تلك المستوطنات العشوائية، وتجميد فوري لكل أعمال التوسعات في المستوطنات القائمة حالياً، يريد نتنياهو السماح بما يسمى "النمو الطبيعي" للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مثل السماح لأبناء المستوطنين البناء بجانب منازل أبائهم. كذلك يدعم أوباما قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل "أمنة"، فيما لا يتبنى نتنياهو مثل هذا الحل، مجادلاً بأن إسرائيل تحتاج أولاً إلى ضمانات أمنية وشريك فلسطيني محدد لإجراء محادثات سلام معه. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "أريد أن أوضح أننا لا نريد حكم الفلسطينيين إذا ما تمت تلبية الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، والاعتراف بشرعية دولة إسرائيل، وعندما يتحقق ذلك، أعتقد أننا نستطيع نتصور حلاً يعيش بموجبه الفلسطينيون والإسرائيليون جنباً إلى جنب." وكان باراك أوباما، قد صرح قبل ذلك بأن الولايات المتحدة تدعم قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل في أمن وسلام، كحل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقد التقى الزعيمان وجها لوجه، للمرة الأولى منذ تسلم كل منهما منصبه، وسط خلافات بادية للعيان بين تل أبيب وواشنطن حيال مسار السلام في الشرق الأوسط. وتتباين أفكار إدارة أوباما، التي أكدت موقفها الثابت بالالتزام بأمن إسرائيل، في كيفية تحقيق ذلك السلام، عن تلك التي تنتهجها حكومة اليمين المتشدد في الدولة العبرية. ومع بدء تحرك إدارة أوباما لإحياء عملية السلام المتعثرة، يرى محللون أن نتنياهو، وكسائر رؤساء الحكومات الإسرائيلية، في موقف لا يتيح له سوى مسايرة أهم حليف للدولة العبرية، مقابل تعاونه مع الإدارة الأمريكية في سعيها نحو تحريك عملية سلام تتمخض عن نتائج. |