الإبداع الجيد يؤهل الحصول على لقب كاتب 29/2/2012 11:32
الإبداع الجيد يؤهل الحصول على لقب "كاتب"
بقلم: مارون سامي عزّام
الكاتب المبدع، يملك قدرة كتابية مهولة، يتمتع بحصانة لغوية ونحوية، تحميه من "اعتداء" محرري الصحف على مادته إذا صح التعبير، الذي يستطيع تلبية نداء فكرته لئلاّ تهرب من رأسه، يبحث بطرقه الخاصة عن كلمة تهيّئ له التواصل مع قدراته اللغويّة، ليتفاعل معها... يرى فيها كينونة إبداعية أو يكتب جملة داعبت خياله، فيضيفها إلى مخزون أفكاره، من أجل أن تصبح ثروته الكلامية أكمل وأجمل، فقط هكذا يولد الإبداع ويتزوّد إبداع الكاتب الحقيقي بالوعي والحنكة الأدبية.
برأيي يجب على الكاتب أن يكون قادرًا على استفزاز حساسية فكره، كي يخلق بينه وبين القرّاء خط تماسٍ يلامس شعورهم، يُقدّم لهم نصًا فيه سكب فكري، ومد إبداعي متواصل بينه وبين فكرته المستمدة من المجتمع، وعادة ما تكون فكرة الكاتب مستقاة من هموم الحياة التي تحتاج إلى من يعالجها جماهيريًا بأسلوب بنّاء وهادف، ليتقبّل المجتمع نقده، وهنا تلتحم الكلمة البسيطة الرّاقيّة، مع روعة الإبداع في أحضان أوراقه.
يتوجب على الجميع مراعاة أصول صقل المادة بشكل يليق أولاً بحجم الكاتب وثانياً بمستواه الفني... وهذا ما يصبو إليه محررو الصحف المحترمة، الذين يريدون نشر مواد جيّدة، تجعلهم يشعرون أنّ هناك شرارة إبداعية حقيقية، تنطلق من أعماق أصحاب قلم جدّيين، شريطة أن يحافظوا على مستوى أدبي مُعيّن، كي يستحقّوا مستقبليًا أن يحملوا لقب "كُتّاب".
يجب على الصحف أن تدعم كُتّاب حديثي العهد، وأن تواكب نتاجهم الأدبي منذ بداياته، بشكل رقابي صارم، لتفادي نشر أي إبداع هزيل أو منقوص، بدون رقابة أدبية، كي تكون الصحيفة، منبرًا راقيًا لكُتّاب تخرّجوا منها، فيشكّلون مفخرةً لها، لأنها كانت أول من فتحت لهم أبوابها، ومنحتهم مساحةً على صفحاتها.
على الكاتب النّاشئ أن يفهم كيفيّة كتابة نَص مميّز، وأن يتقن مدى صعوبة وضع اللمسات الفنيّة الأخيرة على أية مادة يكتبها، قبل إرسالها إلى الصحيفة، لأنها ستضعه في امتحان صعب بين يدي المحرّر المتمكّن، الذي سيُقرر إذا كانت مادته تستحق النّشر أم لا... بعد أن يتخلّص الهاوي من عقدة "كاتب مجهول"، بعد مدّة طويلة، ينال لقب "الكاتب" الذي حلم به، وهذا يتعلّق بمدى قدرته على الاستمراريّة، وقوّة تحمّله لعامل الزّمن، الذي سيُقرّب المسافة بينه وبين القرّاء مع مرور الوقت.
(شفاعمرو)
|