الزِّيارة وحكمة الشَّيخ 7/9/2023 7:21
الزِّيارة وحكمة الشَّيخ بقلم: زايد صالح خنيفس يصادف يوم الأحد القادم الزِّيارة السنوية إلى مقام النبي سبلان عليه السّلام في قرية حرفيش الجليليّة، وهنا سكنَ وتعبَّد النّبي ناشرًا بين الناس الحق والعدل، حاملًا رسالة ربّه، ناقلًا المعرفة والإيمان والإشارة إلى الله الواحد الأحد، ليسلك عباده الطّريق القويم، مُتّخذًا النبي عليه السلام من مغارة على قمّة أخذته نحو جبال في كل الجهات. كم كانت المنطقة تشد النبي بجمالها وروضةٍ من حدائق الدنيا، وكم كانت القمم سعيدة بنبي من أنبياء الله، يتجوّل في ربوعها المقدّسة، يتعبَّد عليه السلام في مغارته المطلَّة على عالم يحمل المشقّات والرسائل السرية من رسائل التوحيد للمؤمنين في ربوع نظروا نحو السماء بشوقٍ لأحبَّةٍ عشقوا طريق الخير وسبيل الله. مسيرة النبي سبلان عليه السلام جمَعَت في طريقها الصّالحين، فتحوّل في زمنه إلى ملجأٍ وحاكم وقاضٍ في مغارة أضاءت مساحة المكان بنورها، فهُنا ترسَّخ الإيمان في أرض النبي وحفظ الناس أماناتهم في مقامه المقدَّس كرامات هنا في التلال ودعوات للصلاة والابتهال، وأولياء صالحين يعودون في الضَيقِ وتمطر بهم الدنيا غيوم الخير والبَرَكَة. لا تمر كل المشاهد مرور الكرام بل تستوقفكَ حكمة شيوخنا المستمدين فطنتهم من مسالك الدين، يحاولون التنقل بين مشاهد قطرات المطر دون أن تبللهم. في موقف التضامن مع الأهل في سويداء الجبل، الذي عُقِدَ قبل أيام في رحاب نبينا شعيب عليه السلام في ربوع حطّين المقدّسة، والأنبياء جمعتهم عيون المسافات والتقوا في رسائل التوحيد والإيمان، ففي قمم الجبال تسكن الرسائل من زمن بعيد، وحطّين ليست بعيدة. إن من تمعّن بخطاب شيخنا أبو حسن موفّق طريف، الرئيس الرّوحيّ، وقرأ الأحرف، الكلمات والجمَل، كانت من عقل مدبر، في جواهره مبدأ حفظ الإخوان، والشَّيخ في كلامه وخطابه أظهر حكمة الأتقياء، بالتعامل مع الحدَثِ، فلم يُسقِطَ المشهد الكامل، وأبقى الخيوط ممتدةً بين سلطةٍ تجلس في قلب دمشق وبين جبل أدركَ بأنّ للعواطف مساحة والحكمة تبقى سيدة الموقف، وجبل العرب بقيادة سلطانه سطَّر بطولاتٍ وملاحم لا تستطيع كتب التاريخ حصرها، وتقليب صفحاتها بتلك البساطة، وحاكم دمشق يدرك بأن جحافل الثوّار لا يخرجون إلّا من خلف الصخور السُّود وعلى أرض الشّام ثارت الأُسود. الزيارة في رحابه المقدّسة تحمل في كل سنة رسائلًا خاصّة، في ملخّصها سلام لجماعة تعشق الحياة الكريمة فوق أرضها، في مرابط وجودها، واتخذ الأنبياء من الحكمة سبيلهم لدروب الله، فلا يَعثُر قوم إن تمسّكوا بحباله، والشيخ يدرك حِمْل الرسالة ويعرف قراءة المشهد بوضوح ومواقف التضامن من سيدنا الخضر (ع) بملف المروحيّات، لموقف التضامن مع سويداء الجبل في رحاب النبي شعيب، لزيارة النبي سبلان فيها صلاة وتوكل وملجأ ولا شيء يأتي إلّا بذِكرِه، وحكمة الشيخ من حكمة وتوحيد.
|